اخبار سوريا والعالم/ worldnews-sy.net
بدأت تتحدث تقارير من داخل السويداء عن اطلاق جهود محلية لتشكيل هيكل سياسي لإدارة المحافظة، وهيكل اخر اداري يقوم بتنظيم شؤون السكان ومتابعة الخدمات الأساسية فيها بعيدا عن الحكومة السورية في دمشق بعد ان تم ابعاد كل الممثلين الحكوميين واغلاق مؤسسات الدولة. ولم يتضح بعد هدف هذا المسعى النهائي ان كان تنظيم شؤون الناس بعد تعليق المؤسسات الحكومية وعملها اثر اغلاقها بالقوة بعد موجة الاحتجاجات التي شهدتها مدينة السويداء على مدار الأيام الماضية، ام ان هذا المسعى هو ضمن مخطط معد مسبقا لإقامة إدارة ذاتية جنوب البلاد تحاكي تلك التي فرضتها الفصائل الكردية بالتنسيق مع الولايات المتحدة الامريكية في شرق انهر الفرات شمال شرق البلاد. ما سيوضح أي الاحتمالين هو الذي سوف يطبق في المرحلة المقبلة هو كيفية التعامل المستقبلي لقادة الاحتجاج “الدروز” مع الحكومة في دمشق وتحديدا في مسألة الموارد وما تحتاجه المحافظة الجنوبية من اساسيات مثل المواد الغذائية والمحروقات والكهرباء وغيرها، فاذا سمحت قوى الامر الواقع والهياكل الجديدة المشكلة في السويداء بمرور تلك المواد الى المحافظة والاكتفاء بإدارتها ذاتيا دون ممثلين للحكومة السورية، فهذا يعني ان قادة الاحتجاج يجسدون اهداف رفعوها في التظاهرات وهو الاعتراض على سوء الإدارة والفساد، وهذا يعني ان الأمور سوف تستقر على هذا الحال لمرحلة من الزمن الا ان يتم التفاهم بين المحتجين والحكومة السورية على تسوية تعيد الأمور الى نصابها.
اما السيناريو الثاني وهو الأكثر خطورة، يتمثل في ان تقوم الهياكل السياسية والإدارية التي يجري تشكيلها في السويداء بقطع العلاقة كليا مع دمشق، ومنع دخول أي شيء له علاقة بالحكومة السورية الى المحافظة، ما قد يتسبب بأزمة معيشية خانقة للسكان جراء نقص المواد الأساسية وحالة العداء تجاه الحكومة السورية او ما يسمونه “النظام”. هنا تبرز مخاطر شبح المخطط الأمريكي بإقامة إدارة ذاتية وفصل الجنوب السوري عن الكل السوري للسيطرة على الحدود بين سورية وفلسطين المحتلة، هنا قد يطلب قادة الاحتجاج بدفع من واشنطن فتح معبر مع الأردن ابتداء، عندها ستدخل واشنطن كل احتياجات المحافظة، وستدخل معها أجهزة المخابرات الامريكية وغير الامريكية، وربما نصل الى مرحلة انشاء قاعدة أمريكية في الجنوب السوري على الحدود مع فلسطين المحتلة “إسرائيل”. لنكون امام نسخة جديدة من شرق الفرات في الجنوب السوري. هذا السيناريو خطر للغاية ومغامرة غير محسوبة وغير محسومة النتائج ودود الأفعال عليها وقد تجر الى حرب شاملة.
وعلى صعيد احداث الشرق السوري والمعارك العنيفة بين قوات سورية الديمقراطية والعشائر العربية في ريف دير الزور، مازالت المعارك مستمرة بين الطرفين وسط جهود مكثفة من الولايات المتحدة لوقف القتال وإعادة الهدوء، وبرز في الساعات الماضية حديث قائد قوات سورية الديمقراطية “مظلوم عبدي” الذي اعتبر ان ما جرى مشكلة داخلية جرى حلها، وقال عبدي في حديث لقناة “روناهي” التابعة لقسد أن قضية قائد “مجلس دير الزور العسكري” أحمد الخبيل (أبو خولة) “جرى تضخيمها بشكل مبالغ فيه”.
وأضاف أن العديد من الشكاوى سجّلت بحق الخبيل من قبل أهالي المنطقة، إذ تستمر الإجراءات القانونية بحقه إلى جانب أربعة أشخاص آخرين.
وارجع عبدي أسباب المعركة مع العشائر العربية الى أطراف استخباراتية تابعة لحكومة دمشق تقف خلف هذه الأوضاع”. وأشار إلى أن أموالًا وأسلحة أرسلت إلى شرق الفرات من قبل النظام السوري، دعمًا للمجموعات التي هاجمت “قسد” بالمنطقة.
وبحسب عبدي فإن مشروعًا مشتركًا بين دمشق وتركيا استهدف المنطقة، مشيرًا إلى أن “قسد” ستعلن عن تفاصيله لاحقًا، واعتبر أن الهجوم على دير الزور ومنبج كان “منسقًا”، إذ كانت العملية تستهدف “احتلال” المنطقتين.
وحول موقف التحالف الدولي من الأحداث التي شهدتها دير الزور، قال عبدي إن الولايات المتحدة “ضد التدخل الخارجي، ولن تتحالف مع جهة أخرى غير قوات سوريا الديمقراطية”، وأضاف عبدي أن التحالف الدولي قدم عرضا بدعم جوي لهم ضد قوات العشائر في دير الزور.
“راي اليوم” ـ نور علي
Discussion about this post