يتصدر الحديث عن مجريات الأحداث في “السويداء” حالياً أي ذكر للملف السوري في وقتٍ يغيب فيه بشكل شبه تام عن وسائل الإعلام الرسمية.
فإذا أراد المواطن السوري الاطّلاع على ما يحدث من تطورات في “السويداء”. فإنه لن يجد ضالّته في وسائل الإعلام الرسمية. وسيضطر للبحث عن المعلومة عبر وسائلٍ أخرى، في وقتٍ تواظب فيه المنابر الرسمية على التحذير من “التضليل” والصفحات “المغرضة” والأجندات الخارجية لوسائل الإعلام.
البداية مع وكالة سانا الرسمية. وهي الوكالة الرسمية للأنباء في “سوريا” والتي يفترض أنها موكلة بنقل أخبار البلاد والإعلام عن كل جديدٍ فيها. إلا أنها لم تأتِ على ذكر أي خبر عن أي احتجاجات في “السويداء” أو أي تطورات. وآخر خبر ذكرت فيه اسم المحافظة كان يوم أمس ويتحدث عن إعلان مديرية صحة السويداء مفاضلة القبول في مدرسة التمريض والقبالة للعام الدراسي المقبل.
صحيح أننا ننتقد الحكومة وننتقد بعض الإجراءات الصادرة عنها … أما أن نصل بخيالاتنا إلى حد محاولة التوهم بفرض إقالة الحكومة وعلى نحو اشتراطي إما الإقالة أو الفوضى فهذا ما لا يعقل
أما البحث عن أخبار “السويداء” في صحيفة “تشرين” فيظهر أن آخر حديث عنها يأتي في مقالٍ تتحدث عن “الفساد والمحسوبيات في أداء المجالس المحلية في السويداء”. الأمر ذاته ينطبق على صحيفة “البعث” الرسمية التي تذكر المحافظة في خبر يوم أمس يتحدث عن إعلان المؤسسة “السورية للاتصالات” عن توافر بوابات انترنت في “اللاذقية” و”السويداء”.
في حين. أتت صحيفة “الثورة” على ذكر تحرّكات “السويداء” في مقالٍ واحد فقط. وهو مقال رأي تحت عنوان “الحراك المتناقض”. قال فيه كاتبه «صحيح أننا ننتقد الحكومة وننتقد بعض الإجراءات الصادرة عنها … أما أن نصل بخيالاتنا إلى حد محاولة التوهم بفرض إقالة الحكومة وعلى نحو اشتراطي إما الإقالة أو الفوضى فهذا ما لا يعقل». على حد تعبيره.
بدورها. انفردت صحيفة “الوطن” عن الصحف الرسمية بنقل أخبار الأحداث الجارية في “السويداء”. وركّزت في مقالاتها على منع المحتجين فتح الدوائر والمؤسسات الحكومية. وقالت في مقالٍ لها اليوم أن الحياة بدأت تعود تدريجياً إلى “السويداء” مع عودة فتح الأسواق واستعادة بعض الدوائر الحكومية لعملها. رغم محاولات المحتجين ارتهان المدينة والمضي في خيارات التصعيد على حد تعبيرها.
يتبيّن ممّا سبق أن هناك تجاهل من الإعلام الرسمي لتطورات السويداء. وعدم القدرة على التعامل معها بطريقةٍ تنقل المعلومة الحقيقية للمتلقي. الذي لن يجد ما يبحث عنه في وسائل الإعلام الرسمية بوصفها مصدراً موثوقاً. ما سيدفعه للجوء إلى وسائل إعلام أخرى بما في ذلك صفحات وسائل التواصل الاجتماعي. والتي قد لا تنقل له بالضرورة كامل الحقيقة أو تحمّل أخبارها أجندات سياسية توافق توجهاتها.
سناك سوري
Discussion about this post