أعلنت المخابرات العسكرية البريطانية، أن أسطول البحر الأسود الروسي ربما يخطط لتنفيذ حصار بحري على أوكرانيا، حيث قد يعترض ويحتجز السفن التجارية التي تسافر من الدولة المحاصرة وإليها.
وبحسب صحيفة “The Telegraph” البريطانية، إذا نفذت روسيا هذه الخطوة، فأول ما ستقوم بمنعه هو صادرات الحبوب الأوكرانية. فهل تستطيع روسيا فرض مثل هذا الحصار؟ ليس تماماً. فلا بد للسفن المحملة بالحبوب السفر عبر الموانئ الأوكرانية، لا سيما أوديسا، للتوجه لاحقاً إلى مضيق البوسفور في تركيا، وبالتالي المرور عبر بحر مرمرة، وبحر إيجه للوصول إلى المحيط. فلن يهتم أسطول البحر الأسود الروسي بالعمل بالقرب من الساحل الأوكراني، خاصة بعد ما تعرض له طراد الصواريخ “موسكوفا”، الذي استهدفته الصواريخ الأوكرانية في نيسان الماضي ما أدى إلى إغراقه.
وتابعت الصحيفة، إذاً، يمكن لسفن الحبوب مغادرة أوديسا، والتوجه جنوباً، حيث ستبقى داخل المياه الإقليمية لرومانيا وبلغاريا وتركيا، وإذا حاولت موسكو عرقلة تقدمها هناك، فحينها ستعتبر هذه الخطوة ، عمل حرب ضد الدول الأعضاء في الناتو.
وعلى الرغم من مرورهم عبر مياه صديقة، إلا أن هذه الخطوة تستغرق الكثير من الوقت، وتصعّب المهمة على سفن الشحن الكبيرة التي تفضل الإبحار بالقرب من الساحل. وفي الوقت الذي ستنقل فيه بعض الحبوب عبر البحر، يمكن نقل الجزء الآخر براً عن طريق السكك الحديدية، على الرغم من أنها أكثر تكلفة وأقل سعة. فهل ستكون هذه أنباء سيئة للأوكرانيين؟ ليس حقاً
رأت الصحيفة، أن أوكرانيا ستخسر بعض عائدات العملات الأجنبية، لكنها ليست أكبر مشاكلها. في الواقع، إن الاقتصاد الأوكراني يعاني من مشاكل جمة. إذا تمت محاصرة أوكرانيا فعلاً، فلن تتأثر إذا خسرت بعضاً من عائدات الحبوب. لكن في الواقع، إن الحصار الروسي المحتمل لن يستهدف الأوكرانيين فعلاً، بل سيكون موجهاً إلى كل دولة في العالم.
ففي العديد من الدول الأفريقية مثلاً، قد يؤدي ارتفاع أسعار الحبوب إلى المجاعة. كما وسيؤدي هذا الحصار إلى ظهور آثار غير مباشرة، فلن تتأثر الأغذية المعتمدة على الحبوب فقط، إنما سترتفع تكلفة الطعام بشكل كبير في بريطانيا مثلاً.
وبحسب الصحيفة، يأمل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في إضعاف الدعم الغربي لأوكرانيا وتحويل إفريقيا والصين إلى حلفاء أقوى.
كيف يمكن مواجهة هذه الخطوة؟
أحد الخيارات هو القوافل، يمكن للسفن الحربية من الدول الراغبة مرافقة مجموعات التجار من مضيق البوسفور إلى المياه الأوكرانية، مما يضمن حقهم في المرور في أعالي البحار. ولا يستطيع بوتين شن هجوم على الناتو، لأن هذا سيسمح لقوات الحلف المسلحة بقيادة الولايات المتحدة بالرد دون أن يتم اتهامها بالتصعيد، لذلك يمكن أن تكون القوافل حلاً معقولاً. ورأت الصحيفة أنه من المنطقي التعامل مع المشكلة بطريقة أخر.
في الوقت الحالي، يشن الأوكرانيون هجوماً مضاداً على بعض أعمق وأقوى الخطوط الدفاعية التي شهدها العالم على الإطلاق، أي على طول الخطوط الأمامية من زابوريجيه إلى دونيتسك. لكن هذه مهمة صعبة للغاية. وقد اخترق الأوكرانيون الخطوط الروسية العام الماضي، لأن شخصاً ما، أخبرهم بمكان وجود كافة المواقع الروسية. لكن الروس تعلموا الدرس، وها هي المقرات الرئيسية التي تدير القتال محصنة بشدة.
ووبينت الصحيفة، أنه عوضاً عن الاستعانة بالقوافل أو الدخول في اشتباك بحري محتمل في البحر الأسود، قد يكون من الأسهل السماح للأوكرانيين بالحصول على نظام الصواريخ التكتيكية للجيش (ATACMS)
حينها، سيتعين على روسيا الانسحاب إلى بحر آزوف لتكون في مأمن من الصواريخ. سيكون الجسر البري بأكمله وشبه جزيرة القرم معرضة لصواريخ كييف.
إن القوات التي تقاتل وتموت في الهجوم المضاد لديها فرصة، ويمكن أن يتم تحييد قاعدة سيفاستوبول البحرية، مما يجعل تنفيذ أي حظر روسي للحبوب أكثر صعوبة.
وكالات
Discussion about this post