أخبار سوريا والعالم/ worldnews-sy.net
ناقشت ورشة العمل التي نظمها المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة “أكساد”، دور التعاونيات الزراعية وواقعها وآفاقها في سوريا، وأهميتها بالتنمية الزراعية المستدامة في الإطار العربي.
وتضمنت محاور الورشة التي حملت عنوان “واقع التعاونيات الزراعية في الوطن العربي ودورها في الأمن الغذائي والتنمية المستدامة 2030″، الحديث عن القطاع التعاوني الزراعي كرديف للاقتصادات الزراعية العربية، والرؤية الاستراتيجية للاتحاد العام للفلاحين في سوريا الجديدة، ونظم الغذاء في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في ظل تزايد عدم اليقين بدور التعاونيات الزراعية في تعزيز المرونة.
وتناولت الورشة أهم التحديات التي تواجه عمل التعاونيات الزراعية وسبل التغلب عليها، وتنمية التعاونيات وتعزيز قدرتها على تحويل النظم الريفية والزراعية الغذائية، مستعرضين عدداً من التجارب العربية والأجنبية في مجال دور التعاونيات الزراعية وتنظيم القطاع الفلاحي.
وأكد مدير عام منظمة “أكساد” الدكتور نصر الدين العبيد أن الورشة مهمة لتبادل ونقل الأفكار والحلول العملية التي تساهم في تطوير ورفع فعالية التعاونيات عموماً، والتعاونيات الزراعية الإنتاجية خاصة، لما تمتلكه من قدرات مادية وبشرية، مشيراً إلى استعدادها لوضع إمكانياتها وخبراتها في العمل المشترك على تعزيز دور التعاونيات الإنتاجية الزراعية، ورفع فعاليتها لتكون رديفاً لبقية القطاعات في الاقتصادات العربية لتحقيق التحول في النظم الريفية والزراعية الغذائية، وذلك بزيادة الانتاج الزراعي والغذائي وتحسين جودته، ما يحقق تقدماً ملموساً في تحسين المستوى المعاشي للمزراعين والفلاحين على طريق تحقيق الأمن الغذائي العربي وتنفيذ أهداف التنمية المستدامة للعام 2030.
وأشار العبيد إلى حرص المركز على تعزيز استدامة الموارد الطبيعية، والمساهمة في الأمن الغذائي، ورفع كفاءة الخدمات الزراعية، والتنمية الريفية الزراعية المستدامة، وتعزيز سلامة وجودة المنتجات الزراعية، وتحسين الإنتاجية الزراعية وتبنِّي ممارسات متميزة عبر استخدام تقنيات التكنولوجيا الحديثة، وتعزيز البحث والتطوير، وذلك بالتعاون والتشارك مع كافة المؤسسات الوطنية والمنظمات العربية والاقليمية والدولية.
من جهته، أشار وزير الزراعة السابق، ومدير إدارة الشؤون العربية في وزارة الخارجية والمغتربين المهندس محمد طه أحمد، إلى أهمية الدور المتنامي للتعاونيات الزراعية في تحسين الانتاج الزراعي، وتمكين المجتمعات الريفية، وتعزيز العدالة الاقتصادية والاجتماعية، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة على المديين المتوسط والبعيد.
ولقد أثبتت التعاونيات الزراعية وفق أحمد في العديد من التجارب العربية والعالمية، قدراتها على أن تكون رافعة تنموية حقيقية حين تتوفر لها البنية القانونية والتنظيمية المناسبة، فهي الإطار الأنجع لتجميع الجهود وتقليل كلفة الانتاج، وتسهيل الوصول الى الأسواق وتحقيق الاستقرار الاجتماعي في الأرياف.
واعتبر الأمين العام لاتحاد الفلاحين والتعاونيين الزراعيين العرب المهندس خالد خزعل، أن الاقتصاد التعاوني يعد أحد الروافد الاقتصداية في تنمية المجتمعات، ويحقق النتعاشاً اقتصادياً ويخلق فرص عمل ويحدّ من البطالة، ويوفر المنتجات والخدمات، وأشار إلى أن التعاونيات الزراعية خيار لدعم الأمن الغذائي والركن الثالث في الاقتصاد بعد الاقتصادين العام والخاص، ومن الضروري النهوض بواقع الجمعيات التعاونية العربية وتطوير كوادرها.
بدوره، بين نقيب المهندسين الزراعيين المهندس مصطفى مصطفى، أن هذه الورشة منصة حوار مثمرة، تفتح الطريق أمام مزيد من التعاون العربي، حيث تمثل التعاونيات الزراعية نموذجاً حياً للتكافل والإنتاج المشترك، ودوراً محورياً في تمكين المزارعين، وتحقيق العدالة في توزيع الموارد، وتعزيز الإنتاجية الزراعية وتحسين مستوى معيشة المزارعين في المجتمعات الريفية، ولفت إلى دور التعاونيات الزراعية في الأمن الغذائي، ومساهمتها في توفير الغذاء للسكان، وتقليل الاعتماد على الاستيراد، وفي تمكين التنمية المستدامة عبر الاستخدام الأمثل للموارد الطبيعية، وتحسين مستوى معيشة المجتمعات الريفية.
وفي تصريح لمراسل سانا، شدد رئيس قسم التعاون العربي والدولي في “أكساد” الدكتور عز الدين أبو عرقوب، على أهمية توحيد كل الجهود العربية بالنهوض بالواقع الاقتصادي والمعيشي العربي، وتحقيق الأمن الغذائي، في ظل أهمية الجمعيات التعاونية وضرورة العمل على الارتقاء بها، وتفعيلها بشكل أكبر، وهو ما برز في مناقشات الورشة.
ولفت مدير العلاقات العامة في الاتحاد العام للفلاحين المهندس بسام حسين إلى أن الاتحاد عمل بعد التحرير على إجراء تعديلات على قانون تأسيس الاتحاد، وإعادة تفعيل التعاونيات، وتأسيس التعاونيات الإنتاجية المتخصصة من الإنتاج الى التصنيع والتسويق، مبيناً رؤية الاتحاد بما يخص التعاونيات الإنتاجية، والتوجه نحو إعادة تفعيل التعاونيات الإنتاجية المختلفة، وفق استراتيجية يعمل الاتحاد على إعدادها ورسم خطوطها العريضة.
Discussion about this post