أخبار سوريا والعالم/ worldnews-sy.net
في حادثة مؤلمة تسلط الضوء على تصاعد العنف ضد النساء وغياب الردع القانوني في سوريا، قُتلت السيدة “أماني زيد أبو شميس” على يد زوجها “جابر العزقي” في مدينة السويداء، بعد أن طلبت منه الطلاق. ولم تمر ساعات حتى قُتل الزوج نفسه على يد أفراد من عائلة الضحية، في مشهد يعكس خطورة الانفلات الأمني وتغوّل منطق العدالة الفردية خارج إطار القانون.
وبحسب ما أفادت به شبكة “السويداء 24”، فإن أماني، البالغة من العمر 38 عامًا، كانت تعمل في صالون تجميل أظافر، وتعيل أطفالها في ظل غياب زوجها الذي يعمل خارج البلاد ولا يزور الأسرة إلا نادرًا. وتشير المصادر إلى أن طلبها الطلاق قبل نحو شهر كان سببًا في توتر العلاقة الزوجية، وانتهى بشكل مأساوي مساء السبت عندما أطلق الزوج النار عليها، فأرداها قتيلة وأصاب طفلتهما “ميار” بجروح خطيرة، ولا تزال الطفلة تتلقى العلاج في أحد مستشفيات المدينة.
عقب الجريمة، سلم الزوج نفسه لفرع الأمن الجنائي في السويداء، إلا أن ما حدث لاحقًا كشف عن حجم الفوضى التي تسمح بالانتقام خارج مظلة العدالة. فقد اقتحم عدد من أقارب الضحية مقر الأمن الجنائي، واقتادوا الزوج بالقوة، في محاولة لاستجوابه بشأن دوافعه. وبحسب “السويداء 24″، أنكر المتهم مسؤوليته عن الجريمة، إلا أن الغضب سيطر على الموقف، لينتهي المشهد بقتله بالرصاص.
وتم العثور على جثة “جابر العزقي” قرب دوار المشنقة في المدينة، مصابًا بعدة طلقات نارية في الرأس والجسد، ما يشير إلى تنفيذ حكم إعدام ميداني بعيدًا عن أي محاسبة قانونية.
هذه الجريمة المزدوجة تسلّط الضوء مجددًا على غياب آليات الحماية للنساء في سوريا، حيث يواجهن العنف الأسري دون مظلة قانونية تحمي حياتهن أو تردع المعتدين. كما تعكس الحادثة حالة من الانهيار في منظومة العدالة، حين تصبح البنادق وسيلة لحسم الخلافات، ويتحول الثأر إلى بديل عن القانون.
وتبرز الحاجة الملحة اليوم لتشريعات أكثر صرامة تحمي المرأة من العنف الأسري، وتوقف مسلسل القتل المتكرر، إلى جانب إصلاح جدي في المؤسسات الأمنية والقضائية، لضمان سيادة القانون ومنع الفوضى التي تهدد النسيج المجتمعي.
سناك سوري
Discussion about this post