اخبار سوريا والعالم/ worldnews-sy.net
لا تزال مناطق الساحل السوري، وخاصة محافظتي طرطوس واللاذقية، تشهد تصاعدًا في أعمال العنف والانتهاكات الأمنية، وسط تدهور مستمر في الوضع العام وغياب أي موقف رسمي واضح من السلطات حيال هذه الأحداث المتكررة.
في تطور جديد، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن أربعة مسلحين ملثمين، يُعتقد أنهم على صلة بوزارة الدفاع السورية، اقتحموا حانة لبيع المشروبات الكحولية في مدينة طرطوس، وقاموا بتخريب محتوياتها والاعتداء على الموجودين وسرقة هاتف أحدهم، قبل أن يهددوا بالعودة مرة أخرى الخميس المقبل. المهاجمون غادروا المكان على دراجاتهم النارية دون أن تعترضهم أي جهة أمنية، ولم يصدر أي تعليق رسمي حول الحادثة، بينما تداولت مواقع التواصل تقارير تفيد بتعرض حانة ثانية في المدينة لهجوم مماثل من نفس المجموعة.
وتأتي هذه الاعتداءات في سياق متصاعد من محاولات جماعات مسلحة متشددة فرض قيود على الحريات الشخصية، بما في ذلك فرض لباس محدد ومنع بعض الأنشطة الاجتماعية، الأمر الذي يثير قلقًا واسعًا حول تدهور الحريات العامة وتنامي مظاهر التطرف.
العنف يمتد إلى العاصمة دمشق: النوادي الليلية تحت نيران المسلحين
ليست طرطوس وحدها التي تواجه هذا التصعيد. ففي العاصمة دمشق، تعرّض نادي “الكروان” الليلي لهجوم من قبل مسلحين استخدموا الأسلحة الرشاشة ما أسفر عن مقتل امرأة وإصابة آخرين. كما اقتحم مسلحون مطعم “ليالي الشرق” في ساحة المحافظة، وأطلقوا النار في الهواء واعتدوا بالضرب على الزبائن، بينهم نساء، قبل أن يتم اعتقالهم لاحقًا بعد انتشار مقاطع فيديو توثق الحادثة.
تغييرات أمنية وسط تصاعد الاضطرابات
رغم هذا التصعيد الأمني، تواصل وزارة الداخلية السورية تنفيذ خطة إعادة هيكلة المؤسسات الأمنية في إطار ما يسمى بـ”المرحلة الانتقالية”، حيث أعلنت عن تغييرات طالت قيادات الأمن الداخلي في 12 محافظة، وتعيين ستة معاونين جدد لوزير الداخلية. وفي محافظة طرطوس، تم تعيين العقيد عبد العال محمد عبد العال قائدًا للأمن الداخلي.
تتضمن الخطة أيضًا دمج الشرطة والأمن العام تحت مظلة واحدة تُعرف باسم “قيادة الأمن الداخلي”، بالإضافة إلى إنشاء إدارات جديدة لمكافحة التهريب، وحماية الحدود والبعثات الدبلوماسية، ومكافحة المخدرات والاتجار بالبشر.
حوادث قتل واختطاف تهز طرطوس واللاذقية
من جهة أخرى، أفادت مصادر محلية بمقتل مواطن في قرية مجدلون البحر بريف طرطوس بعد إطلاق النار عليه مباشرة أمام محله. وفي حادثتين منفصلتين، قُتل رجلان على الطريق العام بين بيت عليان ودحباش، وفي منطقة جسر الخريبات، وسط ترجيحات بوقوف نفس المجموعة المسلحة خلف هذه الجرائم.
وفي حادثة مرعبة، تم العثور على جثة شاب مقتولًا بعد يومين من اختطافه على يد مسلحين زعموا انتماءهم لجهاز الأمن العام في قرية يحمور، وقد عُثر على الجثة على الأوتوستراد الدولي. وفي واقعة أخرى، وُجد موظف في بريد بلدة البيضا مقتولًا ومُنكّلًا بجثته أثناء عودته إلى منزله في قرية كوكب، حيث اعترضه مسلحون في قرية البساتين المجاورة.
حالة من الهلع والخوف تنتشر في القرى
وفي ريف جبلة بمحافظة اللاذقية، تسبب هجوم مسلحين على قرية الأشرفية بحالة من الذعر، حيث أطلق المهاجمون النار على شاب يبلغ من العمر 18 عامًا وقتلوه بدم بارد وسط فرار الأهالي إلى المناطق الزراعية المحيطة.
عمليات خطف تستهدف شخصيات دينية واجتماعية
تتواصل أيضًا حوادث الاختطاف، وكان آخرها اختطاف الشيخ صالح سعود، نائب إمام مسجد علي بن أبي طالب في حي الجامع بمدينة طرطوس، والمعروف بمساهماته في تعزيز الحوار والسلم الأهلي بين مختلف المكونات المجتمعية في المنطقة.
سبوتنيك عربي
Discussion about this post