استمرار تدفق النازحين السوريين إلى لبنان: 21 ألف نازح منذ 7 آذار

اخبار سوريا والعالم/ worldnews-sy.net

الخوف من المداهمات العشوائية يدفع شباب للنزوح إلى لبنان مقابل مبالغ مالية

تشير بيانات غرفة إدارة الكوارث والأزمات في “عكار” اللبنانية، إلى استمرار تدفق النازحين من قرى وبلدات الساحل السوري إلى لبنان، حيث سجلت يوم 7 نيسان وصول أكثر من 1000 نازح سوري خلال 24 ساعة فقط.

وبدأت حركة النزوح عقب المجازر التي شهدها الساحل السوري يوم 7 آذار والتي استمرت لمدة 6 أيام بشكل كبير، مع انحسارها واقتصارها على الانتهاكات المتفرقة منذ ذلك التاريخ وحتى اليوم، ما يدفع الكثير من الشبان والعائلات إلى النزوح والوصول إلى لبنان تمهيداً للمغادرة منها إلى أوروبا أو أي وجهة أخرى متوفرة، كما يقول “محمد” الذي يتحينّ فرصة النزوح.

“محمد” الذي ينحدر من قرى ريف اللاذقية، قال لـ”سناك سوري”، إنه توصل إلى أشخاص يساعدونه في الوصول إلى لبنان مقابل 300 دولار أميركي، ومايزال في طور النقاش معهم لتأمين الرحلة التي ستقلّ إلى جانبه عدد من أصدقائه قال إنهم 6 آخرين.

“محمد” و3 من أصدقائه يمتلكون بطاقات تسوية، بينما 2 آخرين مدنيان وأعمارهم تتراوح بين 30 إلى 37 عاماً، قرروا النزوح هرباً من الملاحقات والتضييقات التي لا تنتهي، يقول “محمد”: «كل يوم في سهرة، يا صوت دوشكا يا صوت رصاص، فوراً بتبلش التحذيرات، رجعوا، عم ياخدوا شباب ..الخ وأنا بدي ارتاح من نمط هالحياة».

صورة التقطتها لينا بقرية سماقية اللبنانية من خلف زجاج الحافلة التي كانت تعيدها إلى سوريا

قسم من المدنيين عادوا

نزحت “لينا” 28 عاماً مع والدتها إلى لبنان بعد بدء المجازر، على الرغم من أنهما تعيشان في قرى ريف “طرطوس”، إلا أن الخوف من امتداد الانتهاكات دفع الأم وابنتها للنزوح إلى لبنان، حيث بقيتا لمدة 15 يوماً عند قريبة الأم في “السماقية” بسهل “عكار”، ولاحقاً انتقلتا إلى غرفة منحهما إياها مختار “المسعودية” بقيتا فيها نحو 10 أيام قبل أن تقررا العودة بعد اطمئنانهما من الوضع الأمني، كما قالت “لينا”.

تضيف لينا لـ”سناك سوري”، إن جبل محسن امتلأ بالسوريين، وغالباً الجميع يبيت لدى أقاربه هناك، وفي “المسعودية” أيضاً يقيم السوريون النازحون في الجوامع والمدارس والمقامات الدينية، ويحصلون على طعام يومي تقدمه لهم فرق الإغاثة والمنظمات.

بحسب “لينا” فإن معظم العائدين مدنيين، فيما لم يعد أي شاب يحمل بطاقة تسوية على حد علمها، فخالتها مثلاً كانت نازحة مع شقيقة زوجها ولديهما 5 أبناء كانوا عساكر في جيش النظام، بقيوا في لبنان بينما عاد الأطفال والنساء والكبار بالسن من العائلتين.

وتبحث العديد من العوائل في الساحل السوري عن أي فرصة سفر، وسط إغلاق كامل لكافة الأبواب في وجه السوريين عموماً أينما وجدوا، فلم تعد أي دولة عربية تستقبلهم، بخلاف قبل عدة أشهر حين كانت الإمارات وسلطنة عمان خيارات لمن يريد السفر.

أكثر من 21 ألف نازح سوري منذ 7 آذار

ووصل عدد النازحين السوريين في لبنان منذ 7 آذار وحتى 7 نيسان 21584 نازحاً ونازحة، وفق بيانات غرفة إدارة الكوارث والأزمات التي يرأسها محافظ عكار “عماد اللبكي”، وسجلت الغرفة وصول 1000 نازح يوم 7 نيسان و260 نازح يوم 3 نيسان، ما يشير إلى تصاعد حدة النزوح وعدم توقفها.

وكان الأمن العام قال في تصريحات نقلها تلفزيون العربي، إنهم أمنوا عودة نازحين سوريين إلى قراهم بعد نزوحهم نتيجة “هجمات فلول النظام”، دون أن يذكر أي إحصائية عن عدد العائدين.

وشهد الساحل السوري مجازر وحشية يوم 7 آذار، راح ضحيتها أكثر من 1600 شخص وفق إحصاءات المرصد السوري لحقوق الإنسان، بينما يغيب الأمان عن قرى وبلدات الساحل وسط مطالبات للدولة بتحمل مسؤولياتها ومنع الانتهاكات وحماية مواطنيها.