اخبار سوريا والعالم/ worldnews-sy.net
برز اسم العميد غياث دلا، وهو أحد قادة النظام السوري السابق، كأحد المنسقين الرئيسيين للتمرد المسلح ضد القوات التابعة للإدارة السورية الجديدة في الساحل السوري. ومع تصاعد الأحداث، يتساءل الكثيرون عن مصير كبار المسؤولين والضباط الذين اختفوا بعد هروب بشار الأسد إلى موسكو.
هؤلاء الضباط كانوا العمود الفقري للنظام السوري لعقود، حيث تولوا تنفيذ العمليات الأمنية والعسكرية ضد المعارضين، سواء في المعتقلات أو على الأرض. من بين هؤلاء الشخصيات البارزة: علي مملوك، مستشار الرئيس لشؤون الأمن الوطني، وعلي محمود عباس، وزير الدفاع، وعبد الكريم محمود إبراهيم، رئيس “هيئة الأركان العامة”، بالإضافة إلى كفاح ملحم، رئيس “مكتب الأمن الوطني” السابق.
وتشير التقارير إلى أن غياث دلا كان على صلة قوية بإيران، حيث أسس “المجلس العسكري لتحرير سوريا”. وبحسب ما ورد، فإن الهجمات التي استهدفت القوات السورية في الساحل كانت منسقة ومدروسة، وهو ما تزامن مع الإعلان المفاجئ عن تشكيل هذا المجلس.
قائمة الأسماء التي اختفت تضم أيضا قحطان خليل، رئيس شعبة “المخابرات العسكرية”، منذر سعد إبراهيم، رئيس “هيئة العمليات”، وسهيل نديم عباس، مدير إدارة العمليات في جيش الأسد. كما لم يُعرف مصير عدد من القادة العسكريين، مثل غسان إسكندر طراف، قائد “الحرس الجمهوري”، وسهيل فياض أسعد، قائد الفيلق الأول، وغيرهم من قادة الفيالق والفرق العسكرية.
وبحسب الباحث محسن المصطفى من مركز “عمران للدراسات الاستراتيجية”، فقد فرّ بعض هؤلاء الضباط إلى روسيا أو ليبيا، فيما لجأ آخرون إلى العراق أو لبنان، بينما اختار فريق آخر منهم مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) أو عادوا إلى مناطقهم الأصلية استعداداً للهرب لاحقاً.
المصطفى يرى أن كبار ضباط النظام السابق لا يشكلون تهديداً حالياً، لكن خطرهم قد يتزايد في المستقبل، خاصة في المناطق الساحلية وأرياف حمص وحماة، حيث تنفذ وزارة الدفاع السورية الجديدة عمليات أمنية مكثفة ضد فلول النظام.
وفي سياق متصل، أعلنت إدارة الأمن العام في محافظة اللاذقية عن فرض حظر تجول بعد اشتباكات بين قوات الأمن ومسلحين موالين للنظام السابق، مما أسفر عن سقوط أكثر من 70 قتيلاً.
وعلى الرغم من حملات الاعتقال التي استهدفت بعض القيادات الأمنية والعسكرية للنظام السابق، مثل عاطف نجيب وإبراهيم حويجة، فإن الكثير من كبار الضباط ما زالوا فارين. ويرى الباحث نوار شعبان أن هؤلاء القادة ما زالوا يمتلكون القدرة على إعادة تنظيم أنفسهم في المستقبل، مما يشكل تهديداً لسوريا الجديدة.
ويتوقع الخبراء أن هذا التهديد قد يتفاقم في حال حصولهم على دعم إقليمي أو دولي، خاصة من إيران أو الميليشيات المرتبطة بها. بالإضافة إلى إمكانية استغلالهم للانقسامات الداخلية لزعزعة الاستقرار وتنفيذ عمليات انتقامية.
لكن الباحثين يشيرون إلى أن تقليص هذا الخطر يتطلب تشديد الرقابة على الحدود، تعزيز الجهود الاستخباراتية، والعمل على تعزيز المصالحة الوطنية. بذلك، يمكن لسوريا الجديدة تقليص تأثير هؤلاء القادة إلى محاولات محدودة لزعزعة الأمن دون تأثير استراتيجي كبير.
الحرة
Discussion about this post