كان عدد أفراد الطائفة اليهودية في سورية قبل عام 1992، يُقدر بحوالي 5 آلاف شخص.
اليوم، تراجع هذا العدد إلى أقل من 10 أشخاص فقط يعيشون في الأحياء القديمة بدمشق، متمسكين بجذورهم السورية على الرغم من عقود التشتت والضغوط التي واجهوها.
على الرغم من انخفاض أعدادهم، يؤكد من تبقى من يهود دمشق انتماءهم العميق لسوريا ورفضهم للاحتلال “الإسرائيلي” للجولان والأراضي السورية، مشددين على تمسكهم بالهوية الوطنية السورية، وفقًا لما نقلته وكالة “الأناضول”.
بحور شمطوب، زعيم الطائفة اليهودية في سورية، قال للوكالة: “نشأت في هذا المكان، وأحب دمشق وسورية.
نعيش هنا دون تمييز ديني. الحمد لله، الجميع يحترمني ولهذا السبب لم أغادر.” وأضاف أن عائلته هاجرت إلى الولايات المتحدة و”إسرائيل” عام 1992، لكنه اختار البقاء في دمشق، مؤكدًا أن اليهود السوريين يرون أنفسهم جزءًا من المجتمع السوري.
شمطوب تحدث عن الأوقات الصعبة التي عاشها اليهود السوريون تحت حكم “البعث”، موضحًا أن النظام فرض قيودًا مشددة عليهم، حيث مُنعوا من السفر أو امتلاك العقارات، وكانت بطاقات هويتهم تحمل كلمة “موسوي” بحروف حمراء. وقال: “عشنا كأننا في قفص، حتى جاءت هجرة 1992، حيث غادر معظمنا البلاد بفضل وساطة أمريكية”.
بعد سقوط نظام “البعث” في يناير 2024، بدأت بعض العائلات اليهودية بالتفكير في زيارة دمشق مجددًا لاستعادة روابطهم القديمة مع المدينة. الحاخام يوسف حمرا، الذي غادر سورية عام 1992، عاد في فبراير 2025 بعد غياب دام 33 عامًا، ما جدد الأمل للباقين من أفراد الطائفة.
رغم أن العديد من يهود سورية هاجروا إلى “إسرائيل”، يشدد شمطوب على أن “إسرائيل” لا تمثلهم، قائلًا: “هم شيء، ونحن شيء آخر. نحن سوريون، وما يفعلونه في الجولان خطأ كبير”.
سليم دبدوب، تاجر يهودي في سوق الحميدية بدمشق، قال لـ”الأناضول” إن العلاقات الاجتماعية بين اليهود وباقي الطوائف في دمشق ظلت قوية، مضيفًا: “نحن إخوة، والحمد لله لا نشعر بالغربة هنا.”
رغم استيلاء البعض على ممتلكات اليهود الذين غادروا البلاد بطريقة غير شرعية، إلا أن بعض العقارات والمتاجر ما زالت قائمة، ويأمل أصحابها في العودة إليها يومًا ما.
شمطوب أعرب عن حزنه على تفكك المجتمع اليهودي في دمشق، وقال: “كنا نعيش كعائلة واحدة. اليوم أنا وحدي. لكنني ما زلت أؤمن أن الأيام الجميلة ستعود”.
يأمل من تبقى من اليهود السوريين أن يستعيدوا أماكن عبادتهم ولمّ شمل عائلاتهم في سورية بعد انتهاء حكم “البعث”، وسط تطلع لمستقبل تسوده المصالحة الوطنية.
الخبر
Discussion about this post