اخبار سوريا والعالم/ worldnews-sy.net
دمشق – د. محمد الجبالي
مرّت سوريا بتحديات تاريخية هائلة أدت إلى آثار مدمرة على جميع الأصعدة: البنيان والإنسان على حد سواء ، فلقد ورثت الإدارة الجديدة في سوريا دمارًا هائلًا طال المدن والقرى وأثّر على المجتمعات مما خلق حاجة ماسة لوقت طويل وجهود كبيرة من أجل الإصلاح ..
تدمير البنيان كان أحد أبرز أوجه الدمار الذي نجم عن الأزمة التي مرّت بها البلاد ، فالمدن التي كانت تشتهر بروعتها وجمال عمرانها أصبحت مليئة بالأنقاض والخراب ، والشوارع التي كانت تعج بالحياة والمشاريع التنموية أصبحت خالية من ألوان الأمل ، يحتاج البنيان اليوم إلى جهود ضخمة لإعادة بنائه وهو أمر يتطلب التمويل المهارات والوقت الطويل ..
ولكن من جانب آخر لم يكن الإنسان السوري بمنأى عن هذا الدمار ، فبعد سنوات من التوترات والحروب تأثرت المجتمعات البشرية بشكل عميق ، تدمير الحياة اليومية فقدان الأحبة التأثير النفسي السلبي على الأفراد وغياب الأمن والاستقرار ألقى بظلاله على الجميع ، ناهيك ايضا عن فساد الانسان بمنهاج الفساد المستشري في جميع نقاط الدوله وبجميع المستوايات ، فالإنسان هو أساس البناء الحقيقي لأي مجتمع وإذا لم تُعطَ العناية اللازمة لإصلاح النفس البشرية واعادتها الى اصولها التي كنا نفخر بنزاهتها وعقلها المتفتح ورفع معنويات الناس ايضا فلن يكون هناك بناء حقيقي يستحق الإعمار ..
إذن .. إنّ الدعوة إلى إعمار البنيان والإنسان معًا هي ضرورة حتمية لاستعادة سوريا مجدها الذي كانت تعرفه ولإعادة الرفاهية والتقدم إلى بلاد الشام ، هذا ليس مهمة سهلة بل هو حمل ثقيل يحتاج إلى عزيمة وإصرار ، وعلينا أن نكون واقعيين: الإصلاح يحتاج إلى وقت طويل ، ولكنه ليس مستحيلًا .. فلنعمل جميعًا جنبا الى جنب مع القائمين على الادارة الجديدة في بلادنا بالمساهمة في هذا الإصلاح على المستوى الشخصي والمجتمعي من أجل أن يعود للأمة العربية في بلاد الشام ألقها وتعود إلى شعوبها الأمل في غدٍ أفضل باذن الله ..
Discussion about this post