اخبار سوريا والعالم/ worldnews-sy.net
تشهد الليرة السورية ارتفاعاً ملحوظاً يوماً بعد يوم مقابل الدولار الأمريكي، وهو أمر غير معتاد في ظل التغيرات السياسية بعد سقوط نظام وظهور آخر. وقد أثار هذا الارتفاع العديد من التساؤلات حول مدى واقعيته، حيث يرى بعض الاقتصاديين أن هذا التحسن قد يكون مرتبطاً بالانفتاح الخارجي وبدء رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على البلاد.
في الوقت نفسه، يشدد الخبراء الاقتصاديون في سوريا على أن الاستقرار الحقيقي لا يتحقق إلا بتثبيت سعر الصرف على المدى الطويل، لأن تقلبات العملة تسبب أضراراً جسيمة للتجارة وتفقد الثقة بالليرة السورية كأداة للتداول والادخار. ويؤكدون أيضاً على ضرورة تأمين السيولة النقدية بالليرة بشكل سريع.
زيارات مؤثرة
زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع إلى الرياض ولقاؤه بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان كان لها أثر فوري على الليرة، حيث ارتفعت قيمتها بشكل ملحوظ. ويعود ذلك إلى ما تحمله الزيارة من إشارات إيجابية حول رغبة السعودية في الاستثمار في سوريا، بفضل القدرات الاقتصادية الكبيرة للمملكة.
أما البنك المركزي السوري فقد حافظ على سعر صرف الليرة عند 13 ألف ليرة للشراء و13,130 ليرة للمبيع، وهو أعلى من السعر المتداول في السوق السوداء. هذا الإجراء يسمح للحكومة بالتحكم في تدفق السيولة واستقطاب الدولار بطريقة محسوبة.
دعم الليرة
خبير اقتصادي أوضح أن اختيار الرئيس الشرع للسعودية كأول وجهة لزياراته الخارجية لم يكن مصادفة، مشيراً إلى أن العلاقات الاقتصادية والسياسية بين البلدين قد تساهم في استقرار سوريا على عدة أصعدة. وأضاف أن هذه العلاقات قد تفتح الباب لاستثمارات سعودية واعدة.
وأشار أيضاً إلى أن الزيارة المرتقبة للرئيس السوري إلى تركيا قد تكون لها تأثيرات إيجابية على الاقتصاد السوري، نظراً للخبرة التركية في التعامل مع الأوضاع في سوريا والتشابه الاقتصادي بين البلدين.
إصلاحات اقتصادية
خبير آخر أشار إلى أن الإصلاحات التي اتخذت بعد سقوط نظام بشار الأسد أسهمت في تعزيز الاقتصاد السوري، مثل إلغاء دستور 2012 وحل المؤسسات المرتبطة بالنظام السابق. هذه التغييرات، بالإضافة إلى المحادثات مع الاتحاد الأوروبي حول تخفيف العقوبات، بدأت تؤتي ثمارها حيث فتحت واشنطن المجال أمام بعض التعاملات المالية مع سوريا.
مستقبل الاقتصاد السوري
حالياً، تعتمد السياسة المالية السورية على تقليل ضخ الليرة في السوق، مما يدفع التجار إلى استخدام الدولار لشراء الليرة من السوق الموازية. وفي الوقت نفسه، يحتفظ البنك المركزي باحتياطي كبير من الليرة، ما يجعله المسيطر الفعلي على سعر الصرف.
لكن خبراء يحذرون من أن هذه المكاسب قد لا تستمر إذا لم تشهد سوريا نمواً حقيقياً في الإنتاج المحلي وعودة التجار والصناعيين إلى البلاد، مؤكدين أن الاستقرار الاقتصادي يتطلب دورة إنتاج متكاملة ومستدامة لضمان استمرار تحسن قيمة الليرة.
v,sdh hgd,l












Discussion about this post