اخبار سوريا والعالم/ worldnews-sy.net
رجح خبراء ومختصون سياسيون أن يصمد اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل و”حزب الله” وألا يشهد أي خروقات من الجانبين، خاصة أن الاتفاق فصل بشكل كامل بين جبهتي لبنان وغزة، ولا يتضمن أي بند يتعلق بالفلسطينيين.
ودخل اتفاق التهدئة بين إسرائيل ولبنان حيز التنفيذ فجر الأربعاء، وينص على انتشار الجيش اللبناني على الحدود الجنوبية، فيما سينسحب الجيش الإسرائيلي في غضون 60 يومًا، وذلك بعد أكثر من عام على المواجهات بين الجانبين.
عوامل رئيسية
وقال المحلل السياسي سهيل كيوان إن “عددًا من العوامل الرئيسية تمثل إشارة قوية لصمود اتفاق التهدئة بين إسرائيل وحزب الله”، لافتًا إلى أن “العامل الأول هو تمكن إسرائيل من فصل الجبهات وتفكيك محور إيران بالمنطقة”.
وأوضح كيوان، لـ”إرم نيوز”، أن “الاتفاق من دون أي تفاهمات تتعلق بغزة يعني أن حزب الله في أضعف حالاته، وأن إيران بصفتها الداعم الرئيسي له ترغب في التضحية بحركة حماس على حساب ضمان بقاء الحزب”، وفق قراءته.
وأشار إلى أن “العامل الثاني يتمثل في وجود ضغط أميركي ودولي حقيقي على الطرفين لعدم العودة للأعمال القتالية، وهو ما يظهر في آلية الرقابة التي ستكون متشددة ضد أي خرق للاتفاق”، بينما يتمثل العامل الثالث في “رغبة الطرفين بوقف القتال”.
ويتمثل العامل الرابع، وفق المحلل السياسي، في حالة الضعف التي يعيشها الحزب، والرغبة الإيرانية في الحفاظ عليه وعدم خسارة ما تبقى من قياداته وقدراته العسكرية، مشددًا على أن أي خرق للاتفاق سيؤدي لحرب عنيفة وطويلة الأمد.
وتابع قوله: “بتقديري لن نشهد أي توتر على الحدود الشمالية لإسرائيل مع حزب الله، والذي سيطبق الاتفاق بحذافيره وسيتجاوز أي خروقات إسرائيلية له”، مؤكدًا أن رغبة إسرائيل في التفرغ لجبهة غزة سبب أساسي لنجاح الاتفاق.
حاجة إسرائيلية
وقال الخبير في الشأن الإسرائيلي، عمر جعارة، إن “حكومة بنيامين نتنياهو تدرك حاجتها لتقديم تنازلات للإدارة الأميركية الحالية لتجنب أي خطوات غير محسوبة من جانبها، علاوة على رغبتها في تمهيد الطريق لتنفيذ مخططاتها في غزة بالتعاون مع الإدارة الجديدة للولايات المتحدة”.
وأوضح جعارة، لـ”إرم نيوز” أن “من مصلحة نتنياهو وحكومته التهدئة على الجبهة الشمالية، ما يمنحها الدعم للاستمرار في سياساتها بشأن غزة والمنطقة، ويخفف الضغوط الدولية والإقليمية التي تمارس عليها للحيلولة من اندلاع حرب شاملة”.
وبيّن أن “إسرائيل تمكنت من تحقيق أهداف مهمة من التصعيد العسكري ضد لبنان، أبرزها إبعاد عناصر حزب الله عن الحدود، وإعادة سكان الشمال، ما يجعل الاتفاق فرصة مناسبة لها”.
وأشار إلى أن “نتنياهو سيتجاوز بالاتفاق بعض الملفات الداخلية، خاصة ملف تجنيد طلاب المعاهد الدينية، وهو الأمر الذي يهدد ائتلافه الحكومي”، متابعاً: “سيلجأ نتنياهو لتأجيل هذه المسألة إلى وقت لاحق باعتبار أن الضغوط على الجيش الإسرائيلي بشأن أعداد المجندين قد خفت”.
وختم بأنّ “الالتزام الإسرائيلي ينبع من نجاح حكومة نتنياهو في تحقيق جميع أهدافها، خاصة تلك المتعلقة بفصل الجبهات”، فيما “لن يكون لحزب الله أي دور في المعركة الدائرة ضد حماس في غزة، وسيكون مضطراً للقبول بالمعادلات الجديدة ولو بشكل مؤقت” وفق تعبيره. (إرم نيوز)
Discussion about this post