اخبار سوريا والعالم/ worldnews-sy.net
تشير الأصداء الإقليمية للحرب بين غزة وإسرائيل إلى الأسباب التي تدفع البيت الأبيض إلى إلغاء، وليس تعزيز، الوجود العسكري الأميركي الذي عفا عليه الزمن في سوريا والعراق.
وبحسب موقع “Responsible Statecraft” الأميركي، “يجب على الرئيس الأميركي جو بايدن إعادة نشر هذه القوات في موقع أكثر أماناً خارج الحدود وترك الأمر للسوريين والعراقيين لمنع داعش من الظهور مرة أخرى. وكما أظهرت سياسة بايدن الخاصة بشأن أفغانستان، فإن سحب الجنود الأميركيين ومشاة البحرية يمكن أن يعزز الأمن الأميركي من خلال تحويل القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية إلى المتحاربين المحليين. وعلى نحو مماثل، فإن الخروج من سوريا والعراق لن يجعل الأميركيين أقل أمانا، ولكنه سيحرم المجموعات المحلية، ورعاتها المفترضين في إيران، من فرصة استخدام المواقع الاستيطانية غير الضرورية للتأثير على استراتيجية أميركا الوطنية”.
وتابع الموقع، “منذ 17 تشرين الأول، تعرض نحو 900 جندي أميركي في سوريا و2500 جندي في العراق لنيران المجموعات المرتبطة بإيران. إن الجنود الأميركيين المتواجدين في سوريا والعراق يمثلون ما تبقى من عملية العزم الصلب، التي بدأت في عام 2015 لهزيمة تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق. وبعد نجاحهم في هزيمة التنظيم، قررت إدارتا الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب والحالي بايدن إبقاء بعض القوات. وفي الأسابيع الخمسة الماضية، أدت هجمات المسلحين المرتبطين بإيران إلى إصابة أكثر من ستين من هؤلاء الجنود”.
وأضاف الموقع، “أدى الانتشار الأميركي المطول إلى إضافة مادة قابلة للاشتعال إلى الحريق الأميركي – الإيراني المحتمل والذي من شأنه أن يغطي على الحرب بين إسرائيل وحماس. إن هذا التردد في التخلي عن أراضي داعش السابقة لحكومات الدول يلخص العقلية التي جعلت حربي أفغانستان والعراق مكلفة للغاية بلا داع. فعوضاً عن خفض خسائرهما، ضاعف البيت الأبيض والبنتاغون جهودهما في المنطقة. عندما يتعلق الأمر بتصعيد أو إنهاء التدخلات العسكرية الأميركية، لا ينبغي أن يكون العامل الحاسم هو ما يريده قادة إيران في العراق وسوريا، ولكن ما هي السياسات التي تخدم المصالح الأميركية على أفضل وجه”.
وبحسب الموقع، “من الصعب المبالغة في تقدير مستوى الاستقرار الداخلي الذي تتمتع به أفغانستان منذ آب 2021. ففي أعقاب عملية الإجلاء الأميركية المعيبة من مطار كابول، توقع المحللون وصناع السياسات أن تنهار البلاد وتنتشر الصراعات المسلحة بين جيرانها والعالم. عوضاً عن ذلك، انخفض العنف السياسي في أفغانستان بنسبة 80% في العام الأول بعد رحيل القوات الأميركية. إذا تمكنت طالبان من عرقلة عمليات تنظيم الدولة الإسلامية، فهناك كل الأسباب التي تجعلنا نتوقع أن تكون القوات المسلحة في سوريا والعراق فعالة بنفس القدر. ويمتلك الجيش السوري، المدعوم ليس فقط من إيران ولكن أيضًا من روسيا، الوسائل والعتاد اللازمين للتعامل مع بقايا داعش”.
وختم الموقع، “لقد هُزم تنظيم داعش منذ فترة طويلة ويجب إنهاء عملية العزم الصلب في أول فرصة. ويقدم الانسحاب من أفغانستان في آب 2021 سابقة حية، وإن كانت غير متوقعة، لإجراء هذا التحول الحكيم في الوقت المناسب”.
ترجمة رنا قرعة
Discussion about this post